جمال الروح
mms : عدد المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 العمر : 39 الموقع : بستاننا المزاج : مش معكر
| موضوع: في بيتنا ضب الأحد سبتمبر 26, 2010 7:50 am | |
| في بيتنا ضب
فهد عامر الأحمدي
عائلتي الصغيرة لا تعرف "الضبان" ولم تنشأ عليها وتعتبرها من بقايا الديناصورات المتوحشة.. ومع هذا حلمت أثناء أخذي قيلولة (هبطت علي قبل الظهر) أن ضبا يحوم في بيتنا ويدخل تحت الأرائك والكراسي ويتبع أفراد العائلة في كل مكان.. وما أدهشني (في الحلم طبعا) أن أحدا منا لم يكن يخشاه أو يهرب منه -بل على العكس كان الجميع يتعامل معه كحيوان أليف ومخلوق مسالم يعيش بيننا منذ فترة طويل..
الغريب فعلا أن ابني فيصل حضر من المدرسة بعد ساعة حاملا معه ضبا كبيرا اشتراه من أحد أصدقائه. ولأننا عائلة تخشى الضبان حدثت حالة استنفار في المنزل -في حين هرب أصغر طفلين الى غرفتهما وأغلقا الباب خلفهما. وبين حالة الرعب التي أصابت الجميع، وبين تمسك فيصل بحقه في امتلاك الضب؛ توصلنا إلى حل وسط يتمثل في إخراجه من المنزل والاحتفاظ به في الحديقة. وبمرور الأيام تعود الأطفال على وجود الضب وتحول إلى حيوان أليف يطاردونه في كل مكان بالمكانس والعصي..
المهم في الموضوع -ليس ضبنا الأليف- بل قدرة البشر على الحلم بأحداث يرونها في المستقبل. فالحادثة السابقة أدهشتني شخصيا كون الحلم تحقق بعد فترة قصيرة من رؤيته في المنام.. وحلم من هذه النوعية ظاهرة بشرية مررنا بها جميعنا- وقد تكون نافذتنا الوحيدة لرؤية المستقبل وتوقع ما سيحدث لاحقا.. ويؤيد هذا الرأي حقيقة أن (الرؤيا) هي الأثر الوحيد الباقي من آثار النبوة وقال فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" وكذلك "لم يبقَ من النبوة إلا المبشرات الرؤيا الصالحة"..
أضف لهذا أن الأحلام -من وجهة نظر إسلامية- تنقسم إلى ثلاثة أنواع: الأولى أحلام نفس ورغبات مكبوتة (فالجائع يحلم برغيف الخبر) وأحلام من الشيطان (وهي الكوابيس وتخويف من إبليس) وأحلام وحي من الله عز وجل (وهي فتوحات نرى من خلالها المستقبل)..
ومن الواضح أن النوعية الأخير ظاهرة إنسانية يمكن رصدها لدى كافة الشعوب والمجتمعات.. فلو طفت العالم بأسرة ستسمع قصصا مشتركة عن أحلام مستقبلية لم يعرها الناس اهتماما إلا بعد وقوع الحدث ورؤيته على أرض الواقع.. وأذكر أنني استشهدت قديما بقصة شاب أمريكي يدعى ديفيد بووث رأى أكثر من مرة حادث سقوط طائرة ركاب في مطار شيكاغو الدولي.. ورغم تحذيره لسلطات المطار -ورغم إطلاع مركز الأبحاث النفسية في جامعة سينسناتي على الأمر- إلا أن جهوده فشلت في إقناع أحد. وفي 25 مايو 1979 سقطت طائرة (دي سي) تابعة لشركة الخطوط الأمريكية بنفس الطريقة التي وصفها ديفيد ومات من ركابها مائتان وثلاثة وسبعون.. وبعد ذلك الحادث اتضح أن 43 شخصا غير ديفيد حلموا أيضا بهذه الكارثة ولكنه الوحيد الذي امتلك الشجاعة للتحذير منها!
وحين نتأمل العدد الهائل من الكوابيس المتشابهة (التي يشاهدها ملايين البشر في المنام) يصبح من المعقول إنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث تعتمد فكرته على استقبال وتحليل الرؤى التي ترد من شتى أنحاء العالم.. وهذا المركز سيكون بمثابة مرصد عالمي للتحذير من الكوارث الطبيعية و"غرفة مقاصة" تفرز أكثر الكوابيس تكرارا وإلحاحا في أذهان البشر (كالتسونامي الذي حلم به آلاف الأشخاص في جنوب آسيا)!
.. وتخيل قيام شركة "جوجل" بإنشاء محرك بحث خاص باستقبال وتصنيف أكثر الأحلام تكرارا وتشابها في العالم!!
[/right]
[/size]
[/b] [/size] | |
|