مــــرايـــــا و أرواح ,,, وجـــــاذبـــــيـــــــة ســـمـــاويــــة

مرايا و أرواح ,, وجاذبية سماوية

أرواحنا جنود مجندة , إن تعارفت ائتلفت و إن تنافرت اختلفت
قد تلقى روح روحاً فتنفر منها وتبغضها وتخالفها ,,
لا لجناية اقترفتها ولا لحق سلبته أو ضر ألحقته بها
إلا إظهارها للعلن سواداً ضمته الأخرى في خبيئة نفسها .

قد تبغض ( أنت ) شخصاً لأنك ترى عيوبك وخطاياك مسطورة على صفحة وجهه ,

يجاهر بها نهاراً , وتسرها ( أنت) في ظلمات حناياك وأستار ليلك .
بغضك – إياه – لا لشخصه
إنما هو بغض ذاتك لــ(ذاتك ) أو لبعض مما في ذاتك
.

ويا لسعدك إذ وجدت لذاتك بديلاً ألبسته ثوب الذنوب و أحكمت خياطته بخيوط من الذم و إبر من الشرور ,

يا لفرحك فقد وجدت لذاتك بديلاً تصب عليه حمم غضبك وجل تقريع وتوبيخ كان حرياً بك توجيهه لذاتك .

وبالمقابل , قد تلقى روحاً فتألفها وتهيم بها وتتمازج روحاكما حتى تصبح روحاً واحدة .

ليس بالضرورة لشبه في الأفعال و تماثل في الفكر والمقال .

بل لأنها كانت لروحك – كالبشارة للعقيم بالولد وللمعدوم بالمال و للضال بالهدى .

لأنها أمدتك بطوب – حياة – لتتم به عمران ذاتك .

لأنك وجدت فيها ما تمنيت كونه (أنت) .

فتعارفت روحاكما وتآلفت .

وكل روح هي ( مرآة )

فأنت مرآة

وهي مرآة

وهو مرآة

بعض المرايا خادعة ماكرة

قد تعكس لك صورة ضبابية عن ذاتك

فتصعد بك إلى أعلى عليين وأنت لا تستحق .

أو قد تنحط بك إلى أسفل السافلين , وتغلق أبواب الأمل والتوبة في وجهك .

وبعضها صادق ُ ُ صافِ طاهرُ ُ
مرآة لا تريك إلا صورتك الحقيقية
ولا تكتفي بذلك بل تقوم اعوجاجك و تثني على طيب أفعالك
إن وجدتك على حق أعانتك , وإن وجدتك على باطل قومتك
فالمؤمن الحق مرآة أخيه

فلا تطل بوجهك إلا على مرآة طاهرة وإن عكست لك قبحاً ضمته نفسك أو عيباً سترته أو جاهرت به

.
فإن وجدت في مرآتك ما تكره فارجع إلى ذاتك أولاً و أكرمها بالنصيحة أولاً .

وقم واغتسل ,, فثمة للأمل ينبوع ,, وللتوبة باب مفتوح ,, وكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون .

قم هيا وتطهر ,, واصحب مرآتك

فإن ألفيتها طاهرة فاحمد الله على النعمة وبالشكر تدوم النعم
.
وإن شابتها شائبة فاغسلها معك وطهرها فإن ذلك من الإيمان
ولايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه .
ونق ِ روحك من الخطايا – مستعيناً بالله – كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
.
واجمع مع روحك مرآتك وجميع الأرواح والمرايا
ثم اشحذوا هممكم وشدوا عزمكم
وحلقوا ,,, على بركة الله – أرواحاً طاهرة –
تجتذبكم السماء
تلك الجاذبية
التي طالما رفعت صوتها بندائكم

تلك الجاذبية

التي دامت مادة أذرعها لضمكم

ودامت فاتحة أحضانها لتلقفكم بعد الضياع

ولترويكم بعد الظمأ

تلك الجاذبية
التي طالما تاقت لمرآكم

تلك الجاذبية السماوية

جاذبية الجنة

" بقلمي المتواضع "

اسعدك الله كما اسعدتني

فزادك الله علما ورفعه

ورفع قدرك في العليين

ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
اصلح نفسك اولا يصلح حال من حولك
مبدعه دائما كما عهدتك
موضوع يستحق القراءه مرات ومرات
سلمت يمينك